تيــرا عضو مبتدئ
العمر : 35 الدولة : فلسطين عدد الرسائل : 148 تاريخ التسجيل : 23/09/2008 علم بلادي : توقيع المنتدى :
| موضوع: ثلاث نساء وثلاث قصص " الجزء الأخير " الأحد مارس 29, 2009 12:50 pm | |
| الجزء الأخير لقصة: "ثلاث نساء وثلاث قصص"
انشغلت حياة بالتطور الجديد في حياتها والذي أحدثته بإرادتها وهناك وجدت حياة من نوع مختلف لم تكن لتعيها لولا أنها أقحمت نفسها فيها . وعن طريق الجمعية تعرفت على سناء زوجة احد الأسرى الذي تم اعتقاله بعد زواجهما بشهرين حملت خلالهما بابنها البكر الذي أنجبته بعيدا عن والده فكانت تأخذه معها في زياراتها المتعبة جدا والمذلة لوالده , فبالإضافة إلى اضطرارها لتحمل صعوبة الطريق وطولها فإنها تتحمل أيضا سوء معاملة الجنود والجنديات الإسرائيليات في سجن مجدو حيث يقبع زوجها وراء إحدى زنزاناته .
جاءت إليها في إحدى المرات لتخبرها بقرارها أنها لن تزور زوجها إلا حينما يصبح ابنها كبيرا وواعيا لما يحدث حوله , وعندما سألتها حياة عن السبب أجابتها انه في آخر زيارة لها تعرض ابنها بسبب براءته لموقف مرعب , حيث وهي تبحث بين الأغراض عن حقيبتها الملقاة على الأرض بعد تفتيشها افلت ابنها يدها ليركض باتجاه كلب حراسة للجنود الإسرائيليين ولولا وجود الشبك الحديدي لتم تقطيع جسد ابنها الصغير من قبل ذلك الكلب أمام عينيها واعين وضحكات الجنود لمنظر ابنها المرتعب .
في الجمعية وجدت حياة نفسها أمام تناقضات الشعب الذي تنتمي إليه حيث تقابل العديد من القصص التي يقف المرء أمامها حائرا لا يعرف كيف يصدر الحكم وعلى من !!!
فمثلا تلك الأم الصابرة على اسر ابنها لمدى الحياة تجدها لا تتوانى عن استغابة زوجته أمامه واتهامها بأبشع الصفات من اجل أن يطلقها ابنها فتقبض هي المال الذي يصرف للأسير بدلا من زوجته .
كما تجد الزوجة الصابرة التي يطردها أهل زوجها الأسير لأنها قررت الاحتفاظ بجزء من المال الذي يصرف لها لكي تكمل دراستها فتجد عملا يقيها السؤال .
وفي المقابل تجد الأهل الذين يدفعون بالمال إلى ذوي الحاجة بحجة أنهم لم يبيعوا جهاد ابنهم ليقبضوا ثمنه .
طالما أتعبت حياة النفس البشرية فانتهت في قرارة نفسها أن الشعب الفلسطيني ليس كأي شعب عربي , وما يحدث في فلسطين لا يمكن أن يحدث في غيرها .
في احد الأيام أثناء عودتها إلى بيتها رن جوالها ...
حياة: الو ؟
ربى : الو , مرحبا حياة , كيفك؟
حياة : ربى , مشتاقة كتير ... انت هون بفلسطين ايمتى اجيتي؟؟
ربى : قبل اسبوع .
حياة : وما بتحكي , شو بدك ترجعي للسعودية قبل ما نشوفك؟؟
ربى : ما تخافي رح تشوفيني وتشبعي من شوفتي , لاني مش راجعه للسعودية .
حياة: والله !! شو هالخبرية الحلوة, يعني خلص نويتو تستقرو هون انت وزوجك ؟؟؟
ربى: لا , انا تركتو لزوجي .
حياة : شو ؟؟ انا ما فهمت ؟؟؟
ربى: انا اطلقت ورجعت لبيت اهلي .
حياة : له له له , شو هالحظ اللي علينا !!
ربى : شو بدنا نعمل , كل وحدة فينا اخدت نصيبها .
تفاجات حياة من الخبر وظنت انه ربما كان الحسد رفيقهن الذي لازمهن طوال الوقت .
في طولكرم , كان البيت الذي تعيش فيه ربى مشحونا بسبب وجود مطلقة فيه وهذا ما لا يرضاه والدها وبسبب صعوبة تقبله للأمر أصيب بجلطة على الدماغ أقعدته على كرسي متحرك لما بقي له من العمر وهذا الأمر أدى إلى انزعاج والدتها وإخوتها وتحميلها مسؤولية ما حدث له .
وبالرغم من الصعوبات التي تواجهها في البيت إلا أن ربى قررت إنهاء دراستها وبالفعل سجلت بالفصل الدراسي الأخير لها وحاولت جاهدة أن تنهيه بتفوق لعلها تجد عملا ينهي حاجتها لوالديها للحصول على المال .
أما بالنسبة لغدير فقد جعلت من ابنها عامر كل اهتماماتها في هذه الحياة فعاشت له وبه ورفضت من تقدم لها حتى لا تأتي برجل يذل ابن الرجل الذي أحبته حتى العشق .
في حفلة تخرج ربى اجتمعت الصديقات الثلاث وكانت الذكريات محور الحديث بينهن , فحدثتهن ربى عن حياتها في السعودية وكيف أنها تعبت في البداية حتى تعودت على لبس الخمار ( البرقع) , وكيف أن الحياة هناك سهلة وآمنة جدا وضحكت الفتيات كثيرا عندما قالت لهن:"ولا مرة شفت في الشارع حتى دبابة وحدة" .
أما حياة فحدثتهن عن الجمعية وكيف انشغلت بها وبقصص الأسرى كما أخبرتهن عن جهاد رئيس الجمعية وعن شعورها بانجذابه نحوها,, بينما غدير حدثتهن عن مجتمع الأرامل الذي لا يخلوا من القصص الصعبة والطريفة في بعض الأحيان .
بعد مرور عدة أسابيع من تخرج ربى وبينما هي في السوق تقابلت وجها لوجه مع رامي فشلتها المفاجأة ووقفت كالبلهاء تنظر إليه والدموع تنساب بحرارة من مقلتيها ...
رامي: مرحبا ربى, كيفك حالك؟
ربى: منيحة, وانت كيفك؟
رامي: الحمد لله بخير .
ربى: ..............
رامي : يلا سلام ربى.
ربى: مع السلامة.
لم تصدق ربى عينيها ورجعت إلى بيتها في ذلك اليوم ولأول مرة_ منذ دخولها لفلسطين وهي مطلقة_ والابتسامة تعلو شفتيها .
في المساء اتصل عليها رامي ليخبرها كم اشتاق إليها وانه سوف يطلب يدها من والدها خلال الأسبوع القادم .
وفي حفل الزواج عند وقت( التلبيسة) شاهدت ربى الابتسامة على وجه والدها لأول مرة بعد الجلطة لتي تعرض لها .
نظرة مستقبلية:-
- تبقى حياة كما هي عزباء تقضي وقتها من اجل خدمة وطنها وأبنائه وتنتهي علاقتها برئيس الجمعية الذي كانت بالنسبة له" نهج حياة" حيث انه يستمتع بالتقرب للنساء وإشعارهن أنهن ملكات لا ينقصهن إلا حفلة التتويج!!!!!
- تفني غدير حياتها من اجل ابنها الذي كبر ليصاحب أصدقاء السوء فلا تراه إلا نادرا .
-عاشت ربى مع رامي حياة سعيدة حاول فيها زوجها أن يبذل ما يستطيع من اجل إرضائها وإسعادها .
مخرج: وأخيرا بقيت الصديقات الثلاث على اطلاع بما يحدث بكل واحدة فيهن وظل تراب فلسطين يجمعهن فوقه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أتمنى تكون عجبتكم القصه
مع العلم أنها منقوله لصاحبتها : ســماح
. | |
|
Admin - mjobran المدير العام - محمد جبران
العمر : 37 الدولة : فلسطين عدد الرسائل : 784 تاريخ التسجيل : 26/07/2008 علم بلادي : توقيع المنتدى :
| موضوع: رد: ثلاث نساء وثلاث قصص " الجزء الأخير " الأحد مارس 29, 2009 6:11 pm | |
| والله قصة رائعة جداً يا تيرا فعلا فيها الكثير من العبر و مجموعة قصص في قصة واحدة فمنها ما كانت نهايته سعيدة للغاية و منها ما كانت اقل سعادة لكن القصة بحد ذاتها حملت الكثير من مشاكل و هموم الواقع الذي نعيشه و نقلت الينا ما يدور فعليا في مجتمعنا البسيط و بكل تفصيل أشكرك يا تيرا على متابعتك و نقلك الموفق لهذه القصة الرائعة بانتظار كل ما هو جديد و ممتع من مواضيعك المميزة تقبلي مروري تحياتي | |
|
تيــرا عضو مبتدئ
العمر : 35 الدولة : فلسطين عدد الرسائل : 148 تاريخ التسجيل : 23/09/2008 علم بلادي : توقيع المنتدى :
| موضوع: رد: ثلاث نساء وثلاث قصص " الجزء الأخير " الأربعاء أبريل 01, 2009 12:45 am | |
| شكراً على ردودك محمد وشكراً على متابعتك للقصه | |
|